لماذا ترتفع الأسهم وينخفض الذهب اليوم رغم تسارع تفشّي فيروس كرونا

لماذا ترتفع الأسهم وينخفض الذهب اليوم رغم تسارع تفشّي فيروس كرونا

10 مارس 2020 01:35 م

ارتفع عدد الإصابات بفيروس كرونا حول العام منذ أن بدأ تسجيل الحالات إلى قرابة 115 ألف إصابة، ورغم أننا شهدنا تباطؤاً بارتفاع الأعداد في الصين، إلا أن الإصابات الجديدة في تسارع حول العالم، مع وصول عدد المصابين في إيطاليا إلى أكثر من 9 آلاف، وفي كوريا الجنوبية 7500 حالة وفي إيران لأكثر من 7 آلاف وإسبانيا وألمانيا وفرنسا لأكثر من ألف حالة.

وارتفع عدد الحالات القائمة التي تستثني حالات الشفاء والوفاة لأكثر من 46 ألف، بعد أن كانت قد انخفضت خلال الأسبوع الماضي لما دون 39 ألف إصابة قائمة، ليشير ذلك لانتشار عالمي للفيروس المستجد.

لكن، استطاعت أسواق الأسهم الارتفاع اليوم، وانخفضت أسعار الذهب، ونجد بأن مؤشرات الأسهم الأمريكية تعوّض جزءاً كبيراً من خسائرها التي تحققت يوم أمس الإثنين الذي دعي بالإثنين الأسود، حيث ارتفع اليوم مؤشر داوجونز بأكثر من 1000 نقطة في تداول العقود الآجلة، وحقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكثر من 120 نقطة من الارتفاع.

وانخفضت أسعار الذهب أيضاً خلال تداولات هذا الأسبوع بعد افتتاحها على ارتفاع يوم أمس لامست من خلاله أسعار فوق 1700 دولار للأونصة، وفقدت الأسعار أكثر من 50 دولار منذ الأعلى المتحقق يوم أمس الإثنين.

ويراقب المتداولون بحذر تطورات فيروس كورونا، والذي ضرب في النمو الاقتصادي العالمي. وكانت التوقعات السابقة تشير إلى أن النمو العالمي ربما سيقل نموّه بمقدار 0.1% وربما 0.5% خلال هذه السنة، بفعل انتشار فيروس كورونا، إلا أن التوقعات الجديدة بدأت تشير لاحتمال انخفاض أكبر بكثير من ذلك، قد يصل لأكثر من 1.0% وربما أكثر من 1.5%.

ويتساءل العديد من المتداولون عن سبب الارتفاع في أسواق العائد المرتفع التي تشمل الأسهم، والانخفاض الذي حصل في الذهب. كما نلاحظ انخفاضاً في عملات الملاذ الآمن مثل الفرنك السويسري والين الياباني، في وقت ما زال العالم مهدد بركود اقتصادي في دول عظمى وكبرى.

قال الرئيس الأمريكي يوم أمس بأن الإدارة الأمريكية تسعى لإجراء تخفيضات في الضريبة على الدخل والرواتب لقطاعات اقتصادية عدّة، كما أشار رئيس الخزانة الأمريكية إلى أن الحكومة ستتخذ كافة الإجراءات من أجل ضمان استقرار الاقتصاد في ظل تفشّي فيروس كورونا. من جهة أخرى، أقدم الفيدرالي الأمريكي على خفض مفاجئ كبير بأسعار الفائدة، ومن المتوقع أن يستمر بخفض الفائدة مع انتظارنا لاجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل. هذه الظروف مجتمعة ساهمت في تقليص المخاوف في الأسواق، وعادت الأسهم للارتفاع وانخفضت أسعار الذهب.

بشكل عام، الضرر الناتج من فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي من الصعب جداً التنبؤ به حالياً، إذ أن استمرار انتشاره عالمياً يهدد بأن نرى تساقط في عدّة دول كبرى وعظمى بالركود، مما قد يبقي على الضغط الهابط على أسعار الأسهم، والطلب على الذهب كملاذ آمن. وقالت سيتي جروب اليوم بأنها تتوقّع انخفاض أرباح الشركات بمقدار 10% في هذه السنة 2020، بتأثير من انتشار فيروس كورونا، كما أن العديد من الشركات لن تستطيع الوفاء بالإنتاجية المستهدفة بعد إغلاق مصانع عديدة في الصين تابعة لها. ومنه، الاتجاهات الهابطة من المحتمل أن تستمر في أسواق الأسهم خلال الفترة المقبلة، والارتفاع من المحتمل أن يستمر في أسعار الذهب، لحين إثبات إيجاد لقاح أو علاج لفيروس كورونا لوقف انتشاره في العالم.

لكن بين الحين والآخر، ولحين تأكيد توقّف انتشار الفيروس تماماً، قد نلاحظ موجات صاعدة في الأسهم والأصول مرتفعة العائد، مع انخفاض بأسعار الذهب، في ظل إقفال مراكز بيع على المكشوف أو جني أرباح على الذهب، كلما شهدنا خطوة من حكومات العالم والبنوك المركزية من أجل تقليص الضرر الاقتصادي الذي يخلّفه الفيروس في العالم.

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط