الأسواق تتجاهل حقائق الاقتصاد وتنجذب لآمال تحفيز البنوك المركزية والحكومات

الأسواق تتجاهل حقائق الاقتصاد وتنجذب لآمال تحفيز البنوك المركزية والحكومات

24 مارس 2020 04:34 م

أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة اليوم من الولايات المتحدّة الأمريكية انكماشاً قياسياً في قطاع الخدمات، حيث أظهر مؤشر مدراء المشتريات لقطاع الخدمات انخفاضاً إلى مستوى 35.7 نقطة، ليدل على أدنى قيمة قياسية. كما انكمش قطاع التصنيع الأمريكي. من أوروبا، أظهرت البيانات الاقتصادية أيضاً انكماشاً حاداً في قطاع الخدمات، وانكمش كذلك قطاع التصنيع، وبريطانيا شهدت كذلك انكماشاً في قطاع الخدمات، لتدل كل البيانات الاقتصادية الصادرة اليوم مقدار الأذى الذي تسبب فيه انتشار فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي.

رغم كل الحقائق التي تظهر تدهوراً اقتصادياً عالمي، إلا أننا نجد أسواق الأسهم ترتفع بشكل ملموس، ويرافقها ارتفاع في سعر الذهب. بالنسبة للدولار الأمريكي، فقد شهد انخفاضاً هذا اليوم، ليدل على أن المتداولين بدأوا يتخلّون عن الدولار الأمريكي.

كل ما يحصل اليوم في الأسواق المالية عبارة عن تأثيرات مباشرة لما أعلنه الفيدرالي الأمريكي يوم أمس من خطط تحفيز اقتصادية ضخمة غير اعتيادية، والتي شملت توسعة برنامج شراء الأصول والسندات لمستويات غير محدودة، وتوفير ضمان لقروض الأشخاص والشركات، في سبيل مواجهة تأثير فيروس كورونا. وبذلك، انخفض القلق في الأسواق، وصعدت أسواق الأسهم.

لكن بالنسبة لأسعار الذهب، فقد ارتفعت بشكل حاد وملموس، لأن المتداولين بدأوا يتخلّون عن الدولار الأمريكي الذي انخفض سعر صرفه في الأسواق، مما دفع المتداولين للبحث عن أصول ملاذ آمن والتي كان وما زال الذهب على رأسها في الوقت الراهن.

كذلك، الذين اتجهوا لأسواق العائد المرتفع مثل أسواق الأسهم، فقد احتاجوا الذهب من أجل معادلة مخاطر الاستثمارات في وقت ما تزال فيه الظروف المستقبلية ضبابية في ظل استمرار تفشّي فيروس كورونا.

ويقترب عدد الإصابات بفيروس كورونا من الـ 400 ألف إصابة، ونلاحظ ارتفاعاً في أعداد الإصابات في أوروبا وفي الولايات المتحدّة وغيرها من الدول، مما يرجّح أن تطول الفترة اللازمة من أجل احتواء الفيروس. وهذا ما يبقي على الضبابية في توقعات مستقبل الاقتصاد العالمي، لكن كما أشرنا، المتداولون حالياً يهملون هذه الحقائق، وينظرون إلى خطط التحفيز الاقتصادية التي تقدمها الحكومات حول العالم والبنوك المركزية أيضاً.

أما أسعار النفط، فلها حكاية أخرى، حيث أن توقعات انخفاض الطلب العالمي بسبب انتشار فيروس كورونا تجعل بعض التقارير تشير لاحتمال انخفاض في الطلب مقداره 10% عالمياً، أي ما يعادل 10 مليون برميل يومياً. كذلك، هنالك احتمال كبير بأن نرى ارتفاعاً في الإنتاج والمعروض من النفط من دول تحاول الاستحواذ على أعلى حصّة سوقية ممكنة بعد انهيار اتفاق أوبك +. لذلك، محاولة أسعار النفط للارتفاع اليوم توقّفت في مستويات حول 25.60 دولار للنفط الأمريكي الخفيف، وعاد السعر للانخفاض، فتأثير فيروس كورونا وإجراءات الحكومات لاحتوائه تؤثّر بالدرجة الأولى على قطاع الطاقة وطلب النفط.

بالنسبة لليورو، فقد توقّف ارتفاعه أيضاً بعد صدور بيانات اقتصادية سلبية جداً، لكن بشكل عام، ما زال مرتفعاً مقابل الدولار للجلسة الثانية على التوالي. الجنيه الإسترليني ارتفع أيضاً مقابل الدولار، مستفيداً من ضعف الدولار نفسه.

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط