تشهد الأسواق المالية حالة من التوتّر انتظاراً لقرار الفيدرالي الأمريكي تجاه أسعار الفائدة هذا اليوم، ونلاحظ تذبذباً في سعر صرف الدولار الأمريكي، لكن قريباً من أعلى مستويات له هذه السنة 2018 رغم انخفاضه بشكل طفيف اليوم.
تشير أغلب التوقعات إلى أن الفيدرالي الأمريكي سوف يحافظ على أسعار الفائدة في نطاق بين 1.50% و1.75%، وهذا يعني عدم تحريك سعر الفائدة بعد رفعها سابقاً في شهر مارس الماضي 2018. لكن رغم عدم وجود توقعات لتحريك سعر الفائدة، ينتظر المتداولون أي إشارة من الفيدرالي الأمريكي تجاه ما سيقوم به خلال بقية هذه السنة، والتساؤل فيما إذا كان الفيدرالي سوف يقوم برفع الفائدة لمرتين آخرين أم سوف يغيّر هذه النظرة ويقوم برفعها أكثر من ذلك.
سبب انتظار المتداولين لبيان الفائدة اليوم هو ارتفاع مستوى التضخم الأمريكي، ويعتقد المتابعون للاقتصاد بأن التضخم ربما يخرج عن السيطرة مما سيجبر الفيدرالي على رفع الفائدة ربما لثلاث مرّات أخرى هذا العام.
من جهة أخرى، التوتّر الزائد في الأسواق مرتبط في انتظار بيانات الوظائف الأمريكية يوم الجمعة القادم، وتشير التوقعات إلى أن نسبة البطالة سوف تنخفض إلى 4.0%، لأدنى مستوى لها منذ شهر أكتوبر عام 2000، مع تسارع في نمو الوظائف المستحدثة في القطاعات الغير زراعية.
كل الظروف المشار لها تسبب استقراراً للدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية.
من ناحية أسواق الأسهم، نلاحظ ارتفاعاً في أسواق الأسهم الأوروبية بشكل عام، بعد إعلان شركة "أبل" التكنلوجية يوم أمس لبيانات أفضل من المتوقع للأرباح، إلى جانب صدور نتائج شركات أوروبية جيدة بشكل عام، وكذلك بيانات مؤشر مدراء المشتريات لقطاع التصنيع في أوروبا.
أظهرت بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي انخفاضاً في وتيرة النمو خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث انخفض النمو من 0.6% للربع الرابع الماضي إلى 0.4% للربع الأول من هذه السنة 2018.
قد يكون قرار الفيدرالي اليوم تجاه أسعار الفائدة ليس هو المسؤول عن تحرّك الأسواق المالية ( طبعاً في حال صدر كما هو متوقع بعدم تغيير الفائدة)، بل سوف يكون بيان الفائدة وعدد الأعضاء الذين يطالبون في رفع الفائدة هو الأكثر أهمية. أي إشارة لتزايد احتمالات رفع الفائدة بأكثر من مرتين آخرين هذه السنة قد يكون سبباً لموجة صاعدة قوية للدولار. على العكس من ذلك، اتخاذ نفس لهجة الحديث تجاه مستقبل الفائدة، وأنه ما زال يرى بأن التضخم سوف يبقى تحت السيطرة ومثل ما هو مرغوب، قد نرى انخفاضاً مؤقتاً في سعر صرف الدولار الأمريكي.
