بدأ المؤشر العام للدولار الاميركي تداولات الاسبوع الجاري على ارتفاعات كبيرة امام جميع العملات العالمية, على الرغم من تراجع معدلات التضخم وخصوصاً مؤشر الانفاق الاستهلاكي الاساسي يوم الجمعة.
انخفض مؤشر الانفاق الاستهلاكي الاساسي الاميركي على المستوى السنوي على عكس التوقعات الى مستويات 1.3% في اغسطس من مستويات 1.4% في يوليو الماضي, على الرغم من ان التوقعات كانت تشير الى استقراره دون تغير عند مستويات 1.4%. وهذه القراءة هي الادنى منذ نوفمبر من العام 2015.
وهذا ما يعيد الى الاذهان من جديد الورطة التي يقع فيها الفدرالي حالياً, حيث ان معدلات التضخم التي يعترف بها الفدرالي لازالت تتراجع على الرغم من حديثه ان هذا التراجع وقتي فقط وقد يقوم برفع الفائدة في ديسمبر
إلا ان هذا لا يعني بالضرورة ان الفدرالي قد يقوم بالفعل برفع اسعار الفائدة, ولا يعني بالضرورة ايضاً ان نشهد استمرار ارتفاع الدولار الاميركي لبعض الوقت.
لماذا يرتفع الدولار اليوم
احد اهم الاسباب التي ادت الى ارتفاع الدولار اليوم يأتي على اثر التوترات السياسية في اسبانيا, وخصوصاً بعد استفتاء انفصال كتلونيا عن اسبانياً, وهو ما تم معارضته من الحكومة المركزية في مدريد.
نتائج هذا الاستفتاء اعادت الى الاذهان تصويت المملكة المتحدة على الخروج من الاتحاد الاوروبي, والذي كان بمثابة المفاجأة للجميع, وهو ما ادى ايضاً الى تعقيد مفاوضات الخروج من الاتحاد الاوروبي ايضاً, ولا يوجد بريق امل في نهاية النفق حتى اللحظة, ويبدوا ان فترة الخروج ستكون اطول مما كان متوقعاً.
التوترات الجيوسياسية اصبحت طبيعية للاسواق
خلال فترة عطلة نهاية الاسبوع, حذر الرئيس الاميركي دونالد ترام زعيم كوريا الشمالية من جديد, ومن الواضح ان الادارة الايركية الحالية لا تريد التفاوض في اي وقت قريب من خلال السبل الدبلوماسية.
قال دونالد ترام على موقع تويتر "التساهل مع رجل الصواريخ لم يأتي بنتائج طوال فترة 25 عام, فلماذا قد يأتي بنتيجة الان؟, لكنتون فشل, وبوش, واوباما فشل, وانا لن افشل"
كما ذكر ايضاً, قلت لوزير الخارجية ريكس تيليرسون انه يضيع وقته بمحاولاته التفاوض مع رجل الصواريخ" وهذه التغريدات على موقع تويتر تظهر وبشكل واضح انه لا توجد نية طيبة وراء كل ما يحصل حالياً. إلا ان اصول الملاذ الامن لازالت تنخفض منذ بداية تعاملات الجلسة الاسيوية بينما استمرت الاسواق الاسيوية والاوروبية بالارتفاع حتى اللحظة باستثناء مؤشر السوق الاسباني بسبب حالة التوتر السياسي هناك.
وهذه التحركات تظهر وبشكل واضح ان الاسواق تعدل وضعيتها بشكل ملفت مع التوترات الجيوسياسية وقدرتها على امتصاص التورتات.
الأرقام الأميركية المنتظرة خلال هذا الأسبوع
خلال فترة لاحقة من هذ الاسبوع, تنتظر الاسواق العالمية العديد من الارقام الاقتصادية المهمة, لكن الاهم هو تقرير الوظائف الاميركي يوم الجمعة. وهو أكثر التقارير والارقام الاقتصادية التي يجب متابعتها هذا الاسبوع بالمقارنة مع باقي الارقام والاخبار.
التوقعات تشير الى نوع من التفاوت في التوقعات, حيث من المتوقع ان يضيف الاقتصاد الاميركي حوالي 88 الف وظيفة في سبتمبر بالمقارنة مع 156 الف في اغسطس الماضي.
ومن جهة اخرى, تشير التوقعات الى استقرار معدلات البطالة العامة عند مستويات 4.4%, والذي قد يكون الاستقرار الشهري الثاني على التوالي.
إلا ان اهم الارقام في هذا التقرير تكمن في متوسط الاجور, حيث تشير التوقعات الى ارتفاع متوسط الاجور على المستوى الشهري بواقع 0.3%.
وفي ما لو اتت هذه الارقام وخصوصاً ارقام الرواتب بخيبة أمل, فهذا من شأنه ان يقلل من احتمالات ان نشهد رفع لاسعار الفائدة في ديسمبر المقبل. وبالمقابل, قد نشهد عودة لتراجع الدولار من جديد خلال نهاية الاسبوع.
مستويات للمتابعة للدولار الأميركي
يختب المؤشر العام للدولار الاميركي حالياً اعلى مستويات الاسبوع الماضي وهي مستويات مقاومة مهمة يجب متابعتها عند 93.60, والتي صمدت على مدار الاسبوع الماضي باكامل
تحركات الاسبوع الجاري, وفي ما لو تم اختراق هذه المستويات, فهذا يعني ستمرار الارتفاع جديد واستمرار عمليات التصحيح بعد الخسائر التي سجلها الدولار طوال العام الجاري, ومنا لممكن ان تستمر التصحيحات نحو مستويات 93.85 ومستويات 94.14 والتي من المتوقع ان تصمد قبل عودة التراجعات
عدا عن ذلك, ففي ما لو فشل الدولار في الوصول الى تلك المستويات, فهذا من شأنه ان يؤدي الى عودة التراجع نحو مستويات 93.0, لكن على المتداولين عدم الافراط في التفاعل مع الارقام الاقتصادية المنتظرة خلال تداولات الاسبوع الجاري, خصوصاً وأن الدولار اغلق تداولات سبتمبر على ارتفاع لأول مرة بعد انخفاضات دامت على مدار ستة اشهر على التوالي.
إعداد:
نور الدين الحموري
محلل مالي
