لماذا يلجأ المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن عند اضطراب الأسواق؟

29 أغسطس 2017 03:38 م

عند التفكير في استثمار أموالك التي جنيتها بشق الأنفس، فإن الاستثمار في أصول ذات ملاذات آمنة هو أول ما يأتي في بالك لضمان عدم خسارة أموالك.

ويُعرف الملاذ الآمن بأنه هو الاستثمار الذي من المتوقع أن يحتفظ بقيمته أو حتى زيادة قيمته في أوقات اضطراب الأسواق، ويلجا المستثمرون للملاذات الآمنة للحد من تعرضهم للخسائر في حالة تراجعات الأسواق. ومع ذلك، فإن ما يُعتبر ملاذا آمنا اليوم يتغير بمرور الوقت مع تغير ظروف السوق، وما يبدو أنه استثمار آمن في سوق معينة بظروف معينة قد يُصبح استثمارًا كارثيا في سوق أخرى بنفس الظروف.

وعادة يُعد الذهب ملاذا آمنا عندما تكون أسواق العملات متقلبة، كذلك تعد سندات الخزانة الأمريكية ملاذا آمنا حتى في ظل مناخ اقتصادي مضطرب لأنها مدعومة بالكامل من الحكومة الأمريكية. وفي سوق العملات، يُعتبر الفرنك السويسري والين الياباني من عملات الملاذ الآمن.

هل يُعد الدولار الأمريكي من عملات الملاذ الآمن؟ وهل هناك خيارات أخرى للملاذ الآمن؟

شهد الدولار الأمريكي المزيد من التقلبات على مدار التاريخ، وكان من المتوقع أن يظل الدولار الأمريكي مستقرًا وأن يحتفظ بقوته الشرائية عندما تنخفض العملات الأخرى، ومنذ انعقاد مؤتمر بريتون وودز بعد الحرب العالمية الثانية والذي أنشأ نظامًا لأسعار الصرف الثابتة لجأت الدول لشراء الدولار كاحتياطي من النقد الأجنبي لديها مما عزز من قيمة وسمعة الدولار الأمريكي كملاذ آمن.

وفي أوقات الاضطرابات كان الدولار الأمريكي وأذون الخزانة تحذو حذو الذهب، حيث يتجه المستثمرون إليه. غير أنه منذ الأزمة المالية العالمية تضررت سمعة الدولار الأمريكي كعملة ملاذ آمن.

وتشمل العملات التي يُطلق عليها الملاذ الآمن كلا من الفرنك السويسري والين الياباني. وقد حقق الين الياباني هذه السمعة بسبب ارتفاع فائضه التجاري مقابل ديونه فضلا عن استقراره التاريخي، في حين أن إلغاء الفرنك السويسري ارتباطه باليورو قد يُسهل من اللجوء إليه في أوقات التقلبات.

وقد يكون الصعب في السنوات الأخيرة العثور على أصول الملاذ الآمن نتيجة للتقلبات الكثيرة في الأسواق، في ظل الظروف الاقتصادية مثل التي في اليابان ومحاولته الخروج من مرحلة انكماش طويلة أو حتى التدخلات غير المتوقعة من البنك الوطني السويسري.

وبالرغم من تقلبات الدولار الأمريكي إلا أنه لا يزال لديه أكبر عدد من خصائص عملات الملاذ الآمن، حيث أنها العملة الأكثر سيولة في العالم وهو ما يُمثل أكثر من 40% من تعاملات سوق العملات يوميًا.

وجغرافيًا، تعد الولايات المتحدة الأمريكية معزولة بشكل جيد عن المخاطر الجيوسياسية التي ضربت العالم مؤخرًا.

أين نجد الاستثمارات الآمنة؟

الذهب.  دائمًا ما كان الملاذ الآمن الأول للمستثمرين، وطوال التاريخ كان الذهب مرادفا للثروة والرفاهية ولمئات السنين استخدم كعملة في حد ذاته. بل إن الاقتصادات الكبرى ربطت عملاتها بمعيار الذهب. وقد تخلى بنك انجلترا عن معيار الذهب في 1931 بينما استمرت الولايات المتحدة في العمل به حتى عام 1971.

السندات الحكومية. يُعتبر هذا النوع من الاستثمار آمنا نسبيا لأن هناك فرصة أقل لإفلاس الدول مقارنة بالشركات.

السيولة النقدية. يلجأ العديد من المستثمرين إلى بيع الأصول والحصول على السيولة النقدية حتى تتضح الصورة بشكل كامل أمامهم.

هل تصبح عملة البيتكوين هي الملاذ الآمن؟

كما قلنا في ظل التوترات الكثيرة التي يشهدها الاقتصاد العالمي فإن المستثمرين يبحثون دائمًا على أي وسيلة لحماية أموالهم ولجأ الكثير منهم للذهب ولكن مؤخرًا لجأ البعض للعملة الالكترونية البيتكوين لحماية ثرواتهم. ومن الواضح أنه خلال الفترة الأخيرة ارتفعت قيمة البيتكوين بشكل رهيب، ارتفعت في أوائل العام الحالي من مستويات الـ 980 دولار لتصل لألى مستوياتها التاريخية عند 4464 دولار.

ويبدو أن البيتكوين تتجه إلى أن تصبح من جهات الملاذ الآمن في المستقبل، حيث بدأت الأوضاع في التغير خلال الفترات الأخيرة وخاصة العامين الأخيرين، حيث قفزت أسعار البيتكوين بشكل جنوني.

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط