سوق العملات هو الأكبر في العالم والأكثر سيولة مع تريليونات الدولارات التي يجري تداولها بشكل يومي بين ملايين المتاجرين بمختلف أنواعهم. وللأشخاص الذين يتداولون في سوق العملات لأول مرة عليهم معرفة أولى الخطوات في هذا السوق وهي معرفة العملات الأكثر شعبية. ومن خلال مقالة اليوم نتعرف على بعض هذه العملات بالإضافة لبعض الصفات الأساسية وخصائص كل منها.
- الدولار الأمريكي
هو العملة الأكثر تداولا في العالم، ويُمكن العثور على الدولار الأمريكي في كل زوج من أزواج العملات الرئيسية وغالبًا ما يعمل كوسيط في معاملات العملات الثلاثية، ويرجع السبب في ذلك أن الدولار الأمريكي هو العملة الاحتياطية العالمية غير الرسمية والتي يحتفظ بها تقريبًا كل بنك مركزي أو كيان استثماري مؤسسي حول العالم.
وتستخدم بعض الدول الدولار الأمريكي كعملة رسمية، فضلا عن ذلك فإن الدولار يُستخدم كبديل غير رسمي للدفع بعض الدول الأخرى بجانب احتفاظ هذه الدول بعملتها الرسمية. ويُعد الدولار الأمريكي عامل مهم في سوق صرف العملات حيث من الممكن أن يُصبح معيار أو معدل مستهدف للدول التي تختار الإصلاح أو ربط عملتها بقيمة الدولار كالصين مثلًا وفي كثير من الأحيان تقوم بعض الدول بتثبيت سعر صرف عملتها أمام الدولار الأمريكي.
أيضًا يُستخدم الدولار الأمريكي كعملة موحدة لمعظم السلع الأساسية مثل النفط الخام والمعادن الثمينة، لذلك يجب أن نفهم أن هذه السلع لا تخضع فقط للتقلبات في قيمتها بسبب الأساسيات الرئيسية الاقتصادية كالعرض والطلب ولكن أيضًا وفقًا لقيمة الدولار الأمريكي.
أنشئ الدولار الأمريكي عام 1913 عن طريق القانون الاحتياطي الاتحادي، والبنك الاحتياطي الفيدرالي هو الجهاز المصرفي المسئول في الولايات المتحدة.
- اليورو
على الرغم من أن عملة اليورو تعد حديثة نسبيًا على الساحة العالمية إلا انها أصبحت بسرعة كبيرة ثاني أكبر عملة متداولة خلف الدولار الأمريكي، أيضًا فإن اليورو هو ثاني أكبر احتياطي في العالم وهو العملة الرسمية لغالبية الدول داخل منطقة اليورو، ودخلت عملة اليورو لأول مرة في الأسواق في 1 يناير 1999.
وإلى جانب كونها العملة الرسمية لدول منطقة اليورو إلا أن العديد من الدول داخل أوروبا وأفريقيا تربط عملاتها باليورو لنفس السبب التي تقوم به دول أخرى برط عملتها بالدولار الأمريكي.
ومع استخدام عملة اليورو على نطاق واسع أصبحت عملة موثوق فيها في سوق العملات الأجنبية، وتضيف السيولة إلى أي زوج من العملات التي يتداول معها. ويجري التداول على اليورو من قبل المضاربين في ضوء صحة اقتصاد منطقة اليورو وأعضائها، كذلك تؤثر الأحداث السياسية على أحجام التداول عليها.
ويُعتبر البنك المركزي الأوروبي والذي يقع مقره الرئيسي في فرانكفورت بألمانيا هو المصرف المركزي لدول أعضاء منطقة اليورو، تمامًا كالبنك الاحتياطي الفيدرالي بالنسبة للدولار الأمريكي. فالمركزي الأوروبي هو المسئول عن اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة النقدية.
- الين الياباني
هو العملة الأكثر تداولًا في آسيا، ويستخدم العديد الن الياباني لقياس صحة اقتصادات منطقة المحيط الهادئ التي لا يتم تداول عملاتها في سوق العملات الأجنبية. ويُعرف الين كذلك في سوق العملات بدوره في الاستفادة من فوارق أسعار الفائدة مع تطبيق اليابان الفائدة الصفرية على الاقتراض خلال فترة التسعينات والألفينات، ليقترض المتاجرين دون أي تكلفة ويستخدموا تلك الأموال للاستثمار في عملات أخرى ذات عائد أعلى في جميع أنحاء العالم.
وأنشئت عملة الين الياباني منذ عام 1882، ويُعد بنك اليابان هو البنك المركزي الذي يتحكم في السياسة النقدية وكذلك إصدار العملة وعمليات سوق المال.
- الجنيه الإسترليني
أو ما يُعرف بالجنيه البريطاني وهو رابع أكثر العملات تداولًا في سوق العملات، كما أنه يعمل كعملة احتياطية كبيرة نظرًا لقيمته النسبية مقارنة بالعملات العالمية الأخرى. وعلى الرغم من كون المملكة المتحدة عضو سابق في الاتحاد الأوروبي قبل التصويت على الخروج في يونيو 2016 إلا أنهم لم يعتمدوا اليورو كعملة رسمية لهم لعدة أسباب هي الفخر التاريخي بالجنيه البريطاني بالإضافة للسيطرة على أسعار الفائدة المحلية.
وغالبًا ما يعتمد المتاجرون على قوة الاقتصاد البريطاني والاستقرار السياسي للتداول عليه ونظرًا لقيمته المرتفعة بالنسبة لنظرائه. ويعمل بنك إنجلترا على التحكم في السياسة النقدية مثله مثل باقي عمل البنوك المركزية حول العالم.
