في عام 1970 شهدت الأسواق المالية على الصعيد العالمي حسائر فادحة، حيث فقدت ما يقُرب من 40% من قيمتها في 18 شهر فقط. هذا وقد استحوذت حالة من الضعف على الاقتصاد العالمي وارتفعت معدلات البطالة بشكل لا مثيل له. وفي هذا الوقت اتجهت البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة بشكل مبالغ فيه وصل بعضها إلى رفع بنسبة 20% مرة واحدة.
وأرجع البعض حدوث تلك الأزمة إلى ارتفاع أسعار النفط ومضاربي العملات والسياسات التي تتبعها البنوك المركزية والتي آلت لزيادة عجز الموازنات العامة.
بداية حدوث التضخم العظيم:-
حاول نيكسون بكل ما أوتي من قوة إقناع الشعب الأمريكي في إعادة انتخابه للرئاسة ولاية أخرى الذي أنفق من موازنة الدولة بشكل كبير في حرب فيتنام. وأقنع الكونجرس وقتها في زيادة الانفاق على الرعاية الصحية بجانب الانفاق وتمويل الحروب التي كانت تخوضها الولايات المتحدة أنذاك. ولكنه فرض ضوابط على الأجور والأسعار في عام 1970 وفشل في جذب الاسثتمارات الأجنبية وزيادة تدفقات رؤوس الأموال داخل البلاد مما أدى إلى تراجع العملة الخضراء بشكل مبالغ فيه وفضل المستثمرين اللجوء إلى النفط في ذلك الوقت القادم من الدول العربية.
ومع ذلك ما شغل بال نيكسون في المقام الأول أصوات المؤيدين وكان يخشى من انزلاق الاقتصاد إلى الركود مجددًا، الأمر الذي جعله يضغط على صانعي السياسات النقدية وقتها في خفض الفائدة حتى لا يفقد أصوات مؤيدينه.
وعلى الرغم من أنه من المفترض أن يصب الاحتياطي الفدرالي الأمريكي قوته نحو الأدوات التي قد يلجأ لها لتعزيز النمو دون التضخم المفرط، إلا أنه اتجه لخفض أسعار الفائدة التي من شأنها أن تعزز النمو على المدى القصير وجعل نيكسون الاقتصاد يبدو قويًا كما وعد بالفعل
وارتفع المعروض النقدي M1 من 228 مليار إلى 249 مليار دولار من عام 1971 إلى ديسمبر 1972، بينما ارتفع المعروض النقدي M2 من 710 مليار إلى 802 مليار دولار. وفي بداية عام 1973 بدأت حالة القلق تنتاب الأسواق جراء تسارع وتيرة نمو التضخم حيث تضاعفت هذه النسبة لتصل إلى 8.%. في وقت لاحق من العقد، وصلت إلى 12٪. وبحلول عام 1980، سجل التضخم نسبة 14٪.
ومنذ ذلك الوقت.. شهدت نظرية الاقتصاد الكلي تحولاً وأصبحت البنوك المركزية تضع التوقيت من أولوياتها واللجوء إلى السياسات التي لا تضحي بالازدهار الطويل الأجل لتحقيق مكاسب قصيرة الأجل. وتفهمت البنوك المركزية أن الالتزام باستقرار الأسعار أمر ضروري للسياسة النقدية الجيدة. ووضع أغلب البنوك المركزية أهداف محددة للتضخم مما عزز شفافية قرارات السياسة النقدية وقللت من عدم اليقين.
