الكساد العظيم.. بدايته، أسبابه والمتضررين منه

25 أكتوبر 2017 04:53 م

يعتبر الكساد العظيم أكبر أزمة تعرض لها الاقتصاد العالمي على مر السنين. بدأ الكساد العظيم أو الكبير في 1929 واستمر طيلة عقد الثلاثينيات وبداية الأربعينيات من القرن الماضي. وكان آثاره مدمرة على الدول الغنية والفقيرة، وصارت مرجعًا للاقتصاديين مع كل أزمة اقتصادية جديدة. هذا وقد انخفضت التجارة العالمية ما بين النصف والثلثين، كما انخفض متوسط الدخل الفردي وعائدات الضرائب والأسعار والأرباح.
بداية الكساد العظيم:
كما معظم الأزمات الاقتصادية على الصعيد العالمي، بدأ الكساد العظيم من الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت قوة اقتصادية كبرى حينها، مع صناعة تنمو بثبات وقدرة على استيعاب مهاجرين جدد مطلع القرن العشرين. لكن على عكس معظم الأزمات الاقتصادية، فسبب الكساد العظيم ليس محددً تمامًا حيث أن طبيعة الاقتصاد حينها بالإضافة لعدم وجود التكنولوجيا الحديثة وقتها؛ جعل الأمر أكثر تعقيدًا للبحث عن أسبابه.
ولكن أغلب المؤخرون أرجعوا بداية أزمة الكساد العظيم مع انهيار سوق الأسهم الأميركية في أكتوبر 1929. ومع حدوث الأزمة انتقلت تأثيرات انهيارات الأسهم الأميركية إلى الأسواق كافة. ولم يفلح الإنفاق الحكومي الذي ارتفع خلال النصف الأول من عام 1930 في إعادة الاقتصاد الأميركي إلى مستويات ما قبل الأزمة، إذ انخفض إنفاق المستهلكين بنسبة 10% بسبب الخسائر الفادحة بسوق الأسهم، بالإضافة إلى موسم جفاف شديد عصف بالأراضي الزراعية الأميركية بداية صيف 1930.
من المتضرر من الكساد العظيم؟
أكثر المتأثرين بالأزمة هي المدن وخاصة المعتمدة على الصناعات الثقيلة كما توقفت أعمال البناء تقريبًا في معظم الدول، وتأثر المزارعون بهبوط أسعار المحاصيل بحوالي 60% من قيمتها.
ولقد كانت المناطق المعتمدة على قطاع الصناعات الأساسية كالزراعة والتعدين وقطع الأشجار هي الأكثر تضررًا وذلك لنقص الطلب على المواد الأولية بالإضافة إلى عدم وجود فرص عمل بديلة، وأدت إلى توقف المصانع عن الإنتاج.
أسباب الكساد العظيم:
من أسباب الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية عدم استقرار الوضع الاقتصادي وسياسة كثافة الإنتاج لتغطية حاجات الأسواق العالمية خلال الحرب العالمية الأولى بسبب توقف المصانع في بعض الدول الأوروبية بعد تحولها إلى الإنتاج الحربي وعودة الكثير من الدول إلى الإنتاج بعد انتهاء الحرب والاستغناء عن البضائع الأمريكية. لهذه الأسباب تكدست البضائع في الولايات المتحدة وتراكمت الديون وأفلس الكثير من المعامل والمصانع وتم تسريح العمال وانتشرت البطالة وضعفت القوة الشرائية وتفاقمت حينها المشاكل الاجتماعية والأخلاقية.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط