بصيص من التفاؤل في الأسواق المالية
شهدت أسواق الأسهم العالمية ضغطاً خلال الأسبوع الماضي وبداية هذا الأسبوع. لكن، نرى اليوم حالة من التفاؤل وقد عادت لتسيطر على الأسواق، شهدنا فيها إغلاقات إيجابية لمؤشرات الأسهم الآسيوية الرئيسية. أغلق مؤشر نيكاي الياباني بارتفاع بلغت نسبته 0.86%، كما ارتفع مؤشر هانج سينج بنسبة 1.26%، ورافق ذلك ارتفاع في مؤشر شنغهاي بإغلاقه في مكاسب بلغت نسبتها 1.99%.
أفادت بعض التقارير الصحفية بأن رئيس كوريا الشمالية ربما يقوم بالموافقة على تفتيش دولي على المنشآت النووية في بلاده، وذلك من قبل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورغم عدم اتضاح جدّية كوريا الشمالية، إلا أن الأسواق المالية استقبلت هذه المستجدات بتفاؤل.
قلّص الدولار الأمريكي من مكاسبه المبكّرة التي حققها اليوم، حيث لامس الأعلى عند مستوى 90.85 نقطة قبل أن يعود للانخفاض قليلاً إلى مستوى 90.75 تقريباً، لكنه ما يزال مرتفعاً لليوم السادس على التوالي، متداولاً قرب أعلى مستويات له منذ أوائل شهر مارس الماضي 2018.
تقليص الدولار الأمريكي لمكاسبه يعتبر إشارة لتخلي المتداولين عن الحذر الكبير والاتجاه نحو أسواق العائد المرتفع، مثل أسواق الأسهم التي شهدت مكاسب جيدة. وفي أوروبا، نلاحظ ارتفاع أغلب المؤشرات الرئيسية للأسهم، منها ارتفاع مؤشر يورو ستوكس إكس 600 بنسبة تفوق 0.2%.
بنظرة سريعة إلى أسواق العملات، نلاحظ بأن الضغط ما زال يواجه العملات أمام الدولار بشكل متفاوت، لكن يحاول سعر صرف الجنيه الإسترليني حالياً تقليص الخسائر القوية التي حصلت خلال الأيام الخمس الماضية، لكنه ما زال تحت ضغط الدولار بشكل عام، متداولاً قرب أدنى مستويات له منذ الـ 19 من الشهر الماضي مارس.
التفاؤل الذي عاد ليسيطر على الأسواق المالية دفع بسعر صرف الين الياباني للانخفاض، ونرى سعر صرف الين الياباني يتداول قرب أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ الـ 12 من شهر فبراير الماضي، ليحقق الدولار الأعلى له اليوم مقابل الين الياباني قرب سعر 108.90 ين للدولار الأمريكي الواحد. يتخلّى المتداولون عن الين الياباني ذو العائد المنخفض ويتجهون لأدوات العائد المرتفع عندما تسود حالة من التفاؤل في الأسواق، مما يدفع الين الياباني للانخفاض.
لا نستطيع الجزم بأن حالة القلق في الأسواق انتهت تماماً، لكننا نعيش اليوم على آمال بعض التسويات السياسية، المحفوفة بالقلق من اندلاع شعلة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدّة رسميا.
ننتظر اليوم بيانات مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي CB، ويهتم العديد من متابعي الاقتصاد بهذا المؤشر، كون المستهلك هو اللُّبُنة الرئيسية في الاقتصاد الأمريكي، وتشير التوقعات الى انخفاض طفيف في المؤشر، لكن ليبقى ضمن مستويات التفاؤل. تأثير هذه البيانات على الدولار الأمريكي قد تكون واضحة لحظياً، لكنها قد لا تغيّر الاتجاه الإجمالي الصاعد للدولار، حيث أن المتداولين ما زالوا يقيسون فرق أسعار الفائدة بين الولايات المتحدّة وعديد من الدول الأخرى، والتوقعات في رفع الفائدة الأمريكية ما تزال قائمة.
ارتفعت أسعار خام برنت للجلسة السادسة على التوالي، مسجّلاً أعلى مستويات له منذ نوفمبر 2014، محققاً مستويات فوق 75 دولار وسط ملامح شح الإنتاج مع وصول الطلب على النفط لمستويات قياسية. ارتفعت الأسعار بأكثر من 20% من أدنى مستوى لها في 2018، متجاهلة ضغط الدولار، مستجيبة لتوقعات تزايد الطلب. بالنسبة للنفط الأمريكي الخفيف "تكساس"، فقد ارتفع اليوم أيضاً مسجّلاً الأعلى عند 69.29 قبل أن تبدأ ملامح انخفاض من جديد.
في الحقيقة، الارتفاع في أسعار النفط مبني على تخفيضات الإنتاج لمنظّمة أوبيك عام 2017، وكذلك العقوبات على إيران. لكن في المقابل، التطلّعات للإنتاج المستقبلي الأمريكي للنفط قد تحد من قوّة الارتفاع بشكل أو بآخر لأسعار النفط.
