تباين أداء الدولار انتظاراً لبيانات التضخّم الأمريكي وأسعار النفط تهدد بمزيد من الارتفاع بالتضخّم

تباين أداء الدولار انتظاراً لبيانات التضخّم الأمريكي وأسعار النفط تهدد بمزيد من الارتفاع بالتضخّم

7 فبراير 2022 02:30 م

تباين أداء الدولار بداية الأسبوع مقابل العملات الرئيسية في الأسواق، بعدما صدرت بيانات الوظائف الأمريكية. وأظهر تقرير الوظائف الصادر من مكتب إحصاءات العمل الأمريكي إضافة 467 ألف وظيفة جديدة شهر يناير الماضي، بأكثر من التوقعات التي أشارت لاحتمال إضافة 110 آلاف، لكن في نفس الوقت، أظهر نفس التقرير ارتفاع غير متوقّع في معدّل البطالة من 3.9% إلى 4.0%. ويركّز المتداولون في الأسواق المالية الآن على معدّلات التضخّم في الولايات المتحدّة التي بلغت بحسب مؤشر أسعار المستهلكين الصادر من مكتب إحصاءات العمل أعلى مستوى منذ أكثر من 40 عاماً عند 7.0%.

ويهدد الارتفاع في أسعار النفط بمزيد من الارتفاع في التضخّم، حيث صعدت أسعار عقود خام نفط برنت قرب 94 دولاراً، وتم تداول عقود خام غرب تكساس الوسيط أيضاً فوق 93 دولار الأسبوع الماضي. واستفادت أسعار النفط من التوتّرات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، وتعتبر روسيا ثالث أكبر منتج للنفط بالعالم، مما جعل الأسواق تتجاهل المحادثات الأمريكية الإيرانية الهادفة لإعادة الاتفاق النووي.

وكانت أوبك+ قد قررت الاستمرار برفع الإنتاج تدريجيّاً بواقع 400 ألف برميل شهرياً، لكن من ناحية أخرى، تبيّن بأن مخزون النفط التجاري في الولايات المتحدّة انخفض بنحو مليون برميل في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي يناير، لتبقى أسعار النفط في تداولات إيجابية محققة مكاسباً للأسبوع السابع على التوالي.

وبفعل مخاوف ارتفاع التضخّم مرافقاً لارتفاع أسعار النفط، أصبحت الأسواق تتوقّع توجّه البنوك المركزية الرئيسية في العالم لرفع الفائدة أو تشديد السياسة النقدية من خلال إيقاف برامج شراء الأصول. وفعلاً، قام بنك إنجلترا المركزي برفع الفائدة الأسبوع الماضي من 0.25% إلى 0.50%، ورغم عدم تعديل أسعار الفائدة في المركزي الأوروبي والاحتياطي الأسترالي، إلا أن البنكان المركزيّان أظهرا ميلاً لتشديد السياسة النقدية خلال هذه السنة.

وبالنظر إلى أسواق العملات، نلاحظ بأن هنالك عمليّة إعادة تسعير لليورو أمام الدولار، فقد كانت الأسواق تعتقد بأن المركزي الأوروبي لن يقوم بأي تعديل في الفوائد هذه السنة، إلا أن ارتفاع التضخّم إلى 5.1% شهر يناير الماضي بحسب تقرير اليورو ستات، دفع المركزي لاتخاذ لهجة أكثر تشدداً مما هو متوقّع، وأصبحت هنالك توقعات بأن يقوم المركزي برفع الفائدة قبل نهاية هذه السنة. بالتالي، ارتفع اليورو إلى دولار و14 سنتاً أمريكي، مقارنة بأسعار وصلت إلى دولار و11 سنتاً أواخر الشهر الماضي يناير.

لكن بقي ارتفاع اليورو محدوداً أمام الدولار، بعد صدور بيانات أفادت بانكماش الإنتاج الصناعي الألماني بنسبة 0.3% شهر ديسمبر الماضي.

أما الجنيه الإسترليني، فرغم ارتفاعه أمام الدولار بعد قرار بنك إنجلترا برفع الفائدة إلى دولار و36 سنتاً أمريكي، إلا أن الجنيه عاود الانخفاض يوم الجمعة وكذلك اليوم الإثنين ليتم تداوله عند دولار و35 سنت، وسط شكوك في أن يكون الفيدرالي أكثر تشدداً من بنك إنجلترا في تعديل سياساته النقدية.

في آسيا، ارتفع الين الياباني ليتم تداوله عند 114 ين للدولار الأمريكي الواحد، فقد انخفض الدولار مقابل الين الياباني بعدما أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً في المؤشر الرائد (Leading Indicators) الصادر عن مكتب مجلس الوزراء الياباني من 103.2 إلى 104.3 بالمئة، وهي قرب أعلى مستويات منذ عام 2018 بالنسبة للمؤشر.

وفي الصين، تراجع اليوان الصيني أمام الدولار، ليتم تداوله عند 6.36 يوان للدولار الأمريكي الواحد. وأصبحت الأسواق المالية تتوقّع أن يقوم بنك الشعب الصيني بالتدخّل في سعر صرف اليوان في سبيل خفضه، فيعدّ ارتفاع اليوان الصيني أواخر الشهر الماضي إلى أعلى مستوياته أمام الدولار منذ شهر مايو عام 2018 يهدد بإضعاف الصادرات الصينية.

أما في أسواق المعادن الثمينة، نجد بداية أسبوع إيجابية للذهب، الذي استفاد من التوتّرات السياسية في شرق آسيا إلى جانب نشوء بعض الطلب لتغطية مخاوف ارتفاع التضخّم عالمياً. وتم تداول المعدن الثمين خلال الجلسة الأوروبية اليوم الإثنين حول 1815 دولار للأونصة الواحدة.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط