الذهب محاصر بين المطرقة و السندان

16 سبتمبر 2022 02:13 م

يعتبر الذهب حول العالم, الاصل الاكثر امانا منذ القدم, فعندما تحدث اي حالة من عدم الأمان او عدم اليقين في الأسواق, يبدأ المستثمرين باللجوء الى المعدن الاصفر. ففي اعقاب ازمة 2007-2008, تمتع الذهب بزخم شراء كبير. و في يونيو 2007, و عندما كانت اسواق الأسهم في ذورتها, وصل الذهب إلى مستوى 650 دولار للأونصة. و في نهاية 2009 وصل إلى مستوى 1150 دولار للأونصة. كما انه وصل في 2011 الى مستوى 1900 دولار للأونصة, اي عندما خسرت الولايات المتحدة تصنيفها الممتاز AAA. و مع مرور الوقت و تعافى الأقتصاد, تراجع المعدن الاصفر , و بالمقابل انتعشت اسواق الأسهم.

يتعبر الدولار العامل الأقوى الذي يؤثر على الذهب, حيث يتم تداول الذهب بالدولار الأمريكي, لذلك و بفضل الدولار يشهد الذهب تحركات قوية, فمثلا خلال الأزمة المصرفية خفض الفيدرالي الامريكي قيمة الدولار, مما جعل الذهب اقوى. و من جهة اخرى تراجع الذهب خلال فترة 2014 -2016, لأن البنك الفيدرالي بدأ يشير الى رفع سعر الفائدة الفيدرالية, و هذا ما تم تطبيقه فعلا في 2015, لأن خطاب الفيدرالي الحاد في ذلك الوقت دفع الدولار الى الصعود.

في يوليو 2022, تعرضت أسواق الأسهم العالمية لضغط كبير, حيث تراجع مؤشر S&P500 إلى أقل مستوى له منذ 18 شهر. أن رفع سعر الفائدة الامريكية و عائدات السندات, عزز فكرة بيع الأسهم, و عندما وصل سعر الدولار الأمريكي إلى اعلى مستوى له منذ 20 سنة, انهار إلى اقل مستوى له منذ سنة. على ما يبدو ان ما حدث في الاوانة الأخيرة في الاسواق نصب الدولار كملاذ امن اول. قام البنك الفيدرالي برفع اسعار الفائدة 2% خلال اخر ستة اشهر, و من المتوقع ان يرفعها ايضا الاسبوع القادم 75%, و بناء على حديث الفيدرالي الأمريكي, انه سيكون هناك عمليات رفع في المستقبل.

تتأثر قوة الدولار الأمريكي بأكثر من عامل, منها ارتفاع عوائد السندات الامريكية. حيث تحظى السندات الحكومية بشهرة كبيرة عند متجنبي الخطر, فقد ارتفت عائدات السندات الأمريكية لعشر سنوات مما يمثل ضغطا على الذهب, لان الذهب ببساطة لا يدفع فوائد او عوائد, مما يجعله اقل جاذبية عن المستثمرين. فالذهب محاصر الان بين الدولار الامريكي من جهة, و من جهة اخرى استراتجية تخفيف المخاطر.

تراجع الذهب الى اقل مستوى له من 8 اسابيع, بينما عائدات السندات الأمريكية و قوة الدولار في ارتفاع. الزخم حاليا بتراجع, RSI يتحرك بسلبية, مما يشير الى حركة بيعية. اذا استمر الأتجاه العام الهابط, قد يكون كلا من المستوى $1630 او 1600 $ هي الأهداف القادمة. و اي تصحيح للاعلى من الممكن ان يتجه المعدل الأصفر صوب المقاومة 1700$ او 1707$.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط